تُعتبَر مدرسةُ الحديثِ في بلاد الشَّام إحدى أهَمِّ المدارس الحديثية في الأمصار الإسلامية في القرنَين الأوّل والثاني الهجريَّين، اللَّذين قد بلغا ذروةَ النشاطِ في نشر الحديث النبوي أداءاً و تَحمُّلاً، روايةً ودرايةً. وهذا الكتابُ يُبرِز مكانةَ علم الحديث في هذه البلاد في هذين القرنَين، فيستهلّ بنبذةٍ قصيرةٍ عن تاريخ الشَّام، ثم يذكر ما وَرَد في فضائلها في الكتاب والسُّنَّة. ثم يُترجِم لرُوَّاد مدرسة الحديث في الشَّام من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم. ثم يعرِّف بأصَحّ الأسانيد وأضعَفِها لهذه المدرسة. ثم يتحدَّث عن مدى انتشار التدليس وشُيوعِ ظاهرة الإرسال والوضعِ والكذب في الحديث النبوي في هذه المدرسة وعمَّن رُمِيَ بكُلٍّ منها مِن رُوَاتها. ثم يسلِّط الضوءَ على حركة التصنيف في هذه المدرسة مع تعريف وجيز لمن اشتهر بعنايته به من محدِّثيها وحُفَّاظِها. ثم يبيِّن الخصائصَ العامّةَ لهذه المدرسة. ثم يذكر في خِتامه أهَمَّ النتائج التي توصَّل إليها المؤلِّفُ من خلال هذه الدراسة.