هذا كتابٌ وقَفَه مؤلِّفُه أبو الحسن ابن الأثير الجزري، على التنويه بسيرَةِ آل سُنقر السلجوقِيِّين والإشادة بمواقفهم الإسلامية المشرِّفة، وحروبهم مع البيزنطيِّين في حقبةٍ من الزمن العباسي (بين عامي 477- 607 هـ)، مستمِدًّا معظمَ أخبارِهِ من والدهِ أبي الكرم محمد بن عبد الكريم، الملقَّب بالأثير، فترجمَ لكبارهم من الوزراء والقوّاد، مع الإشادةِ بجهودهم وفضائلهم، وخصَّ منهم بالذكر آلَ زَنْكي الذين أسَّسوا الدولةِ الزَّنْكيَّة. وقد أبدَعَ ابن الأثير غاية الإبداع في وصف حروبِهم مع البيزنطيِّين، وما كان من فتحِ قلاعِهم، وتهاوي حصونهم واحدًا بعد الآخر، إذْ تميَّز وصفُه بأسلوب فصيح وعباراتٍ بليغة رائعة. وأحال في بعضِ المواضع من كتابه الكامل على كتابه الباهر، كما أحال من كتابه الباهر على كتابه الكامل. فكان هذا الباهر خيرَ رديفٍ لإصلاح ما بينهما وإتمامِه، وتِبيانِ ما ذكرَه عنهم في كتابه الكامل وتوسُّعًا في أخباره.