أخيراً ... ها أنا ذا ألقي مرساتي بعدما يقرب من السبعين عاماً من التجذيف في بحر الكلمة تمخض عن مائة كتاب بعون الله وتوفيقه جلّ في علاه ... ورغم أن هذا الجهد افترس عمري وتركني ركاماً ، إلا أنني وجدت فيه الداء والدواء ... فبدون الإمساك بالقلم ومواصلة العمل فان الحياة قد لا تستحق أن تعاش ...
يتضمن هذا الكتاب العديد من المقابلات الصحفية أجبت فيها على أسئلة السائلين في قضايا الفكر والتاريخ والحضارة والأدب ... ولقاءات على ( الزوم ) تتابع المسألة ذاتها .. وجملة من المقدمات والتقاريظ لمؤلفات إسلامية نشر بعضها ولا يزال بعضها الآخر ينتظر النشر ... وحشد من المقالات التي تابعت فيها العديد من القضايا التي تهمّ العقل المسلم وبخاصة في المشروع الحضاري، وترثي أولئك الأخوة الأحبة الذين احتوشتهم يد المنون ... وتعد بمستقبل متألق ترجع فيه أمتنا المقهورة والمستلمة إلى أداء دورها المؤثر في إعادة صياغة المصير البشري الذي يتعرض اليوم لشبكة من المآزق والويلات ... ولن يكون بمقدور النظم الوضعية القاصرة معالجتها إلا بهدي السماء ... فالمشكلة ، كما يقول المفكر الفرنسي ( رجاء غارودي ) كونية ، ولن يكون الجواب إلاّ كونياً ... والإسلام هو هذا الجواب ...