إنَّ دين "الإسلام" دين يُسْر، وشريعته الغرّاء شريعة تيسير وسهولة؛ جاءت بالتخفيف ورفع الحرج والمشقة عن الناس، وهذا الأمر قد راعته الشريعة مراعاة خاصة في جميع أحكامها ولا سيما فيما يختص بالعبادات، وإذا خرج أيُّ حكم من أحكام الشريعة عن التيسير إلى التعسير، ومن التبشير إلى التنفير، ومن اليسر إلى المشقة فهو ليس من الدين في شيء، وقد بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة السهلة، وأكَّد - عليه الصلاة والسلام - لأصحابه بأنهم بُعثوا ميسّرين ولم يُبعثوا مُعَسّرين، فأمر لهم بالتيسير، وعدم التعسير عند دلالة الناس وإرشادهم في أمور الدين وأحكامه... وكل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن أصل هذا الدين القويم قائم على اليسر وعدم المشقة، وقد وردت في الأحاديث النبوية والآثار الشريفة نصوص كثيرة في تيسير أحكام العبادات، وهذا الكتاب يتناول أهم مظاهر تيسير السنة النبوية المطهرة فيها - العبادات - دون غيرها بأسلوب مبسط يفهمه غير المتخصصين في الشريعة الإسلامية.