"التَّدليسُ" من المباحث المهمَّة في علوم الحديث، والتي ينبني عليها الْحُكْمُ بصِحَّة الحديثِ أو ضَعْفِه، وهو يُطلَق في مُصطلَح المحدِّثين على إخفاء الرَّاوي عَيْباً في الإسناد وتحسينِه لظاهِره. وهذا الكتابُ استوعب فيه المؤلِّفُ كُلَّ ما يحتاجه الباحثون المتخصِّصون وطُلاَّبُ الحديث النبوي إلى معرفة ما يتعلَّق بالتَّدليس من المباحث والمسائل والأقسام والأحكام بأسلوب مبسَّط. ووزَّع المؤلِّفُ محتوياتِ الكتابِ في تسعة أقسامٍ، وتحدَّث في القِسْم الأوّل عن المفهوم اللُّغَوِيّ والاصطلاحِيّ للتَّدليس مع ذِكْر المعنى المشترك له فيهما. وذَكَر في الثَّاني نبذةً عن تاريخ "التَّدليس" والبُلْدَانِ التي اشتهرت به. وعرَّف في الثَّالثِ بصِيَغ "التَّدليس" وصُوَرِه. وتكلَّم في الرَّابع عن بعض أَهَمِّ دَوَافِع "التَّدليس" ومَفَاسِده. وبيَّن في الخامِسِ طُرُقَ معرفةِ "التَّدليس" وحُكْمَه. وتعرَّج في السَّادس على جميع أقسام "التَّدليس" وفُرُوْعِها مع بيان حُكْم كلٍّ منها. ووَضَّح في السَّابعِ الفَرْقَ بين "التَّدليس" و"الإرسال الْخَفِيّ". وتعرَّض في الثَّامن لبيان حُكْم "التَّدليس" في "الصَّحِيْحَيْن" (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ) في ضوء أقوال أئمَّةِ الحديث ونُقَّادِه، مع الرَّدّ على الْمُعترضِين على وجود مَرْوِيَّاتٍ للمُدلِّسين في هذين الكتابَيْن. أمَّا القِسْمُ التَّاسِعُ فخَصَّه - المؤلِّفُ - لتعريف بعض أهَمِّ وأنفَعِ الكتب في "التَّدليس" و"المدلِّسين". وخَتَم الكتابَ بذِكْر عددٍ من النتائج المهمَّة التي توصَّل إليها من خِلال هذه الدراسة.