تعد مدينة الموصل القديمة من أبرز الحواضر العربية عطاءاً وزخارة وحضوراً معرفياً وحضارياً، وإرثاً تراثياً، مغمساً بصفحات البطولة والفداء والمواقف التاريخية الكبرى، فجاء موروثها مترعاً بقسماته الوارثة، متنسماً عبق الماضي التليد.
وهذا الكتاب الذي يجده القارئ بين يديه، يطوي جناحيه على جملة من البحوث والدراسات الميدانية والتقارير التي تصب جميعاً في سياق تراث الموصل العمراني والاجتماعي والثقافي، وتؤشر على مظان القوة والضعف في هذا التراث، وتقدم طرائق وصيغا ومقترحات لحماية ما تبقى من التآكل والزوال.
إن الحديث عن تراث الموصل هو – بالضرورة – حديث عن جل المدن العربية الإسلامية ذات العمق الزمني البعيد والعطاء التاريخي الكبير، ودعوة مخلصة لدراستها وحمايتها، من أجل أن تظل شاهدة على ماقدمته هذه الأمة، وما يمكن أن تقدمه للحضارة الإنسانية على امتدادها في الزمان والمكان.