إن حركة الأدب الإسلامي لا تتشكل في الفراغ لكي تختار أن تمضي إلى أهدافها بمعزل عن كل ما يحيط بها، أو يتداخل معها، في الزمن والمكان الحضاريين الراهنين. إنها – على العكس – تجد نفسها قبالة معطيات متجددة، وتحديات ثقافية ومذهبية قادمة من مشارق الأرض ومغاربها. معنى هذا أن تعرف تماما مالذي يجري، أن تعاينه وتميزه جيداً، من أجل أن تضعه في مكانه المناسب من خارطة ( المذهبية الإسلامية) قرباً أو بعداً، وبهذا وحده تتحمل مسؤوليتها ازاء أجيال القراء والأدباء الإسلاميين من خلال التأشير، والتصنيف، والمقارنة، والقبول والرفض، ورسم معالم الطريق.
فما دامت هنالك ( حركة ) لأدب عقدي متميز، فمعنى هذا – بالضرورة – أن تتجدد باستمرار قضايا ومشاكل وتوجهات ابداعية ونقدية وعملية يتحتم أن يدور حولها الجدل، وتطرح ازاءها وجهات النظر .. ومن أجل ذلك كان هذا الكتاب، مجرد خطوات على الطريق.