كانت الأفكار تتلاطم في رأسي، والرغبة الجارفة في بدء الرحلة الطويلة تغريني فقررت أن أسرع لأنتهز الفرصة فقد لا تتاح مرة أخرى ... ورحت أدون على عجل في قصاصات من الورق عشرات الأسئلة التي أملت أن أطرحها على كافة الأطراف ذات العلاقة، إذا ما أتيح لي اللقاء بها ...
أتراه حوار بين تجربة القرن الحادي والعشرين وتجارب القرون السابقة؟ ربما ... ولكنّ المهم هو أن أفيد من الفرصة إلى أقصى نقطة متاحة، فلأتوكل على الله، ولأحمل حقيبتي وأبدأ الرحلة فإن القراءة في صفحات تاريخنا الإسلامي الزاخر شيء ومعايشته والتوغل في مسالكه وشعابه، وممارسة الحياة كما تخلقت فعلاً في مساره الطويل، شيء آخر تماما ...
وتذكرت بيت الشاعر ( شوقي ) :
ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارًا إلى عمره
ورحت أردده وأنا أشعر بسعادةٍٍ غامرة ... أن تجربتي مع التاريخ هذه المرة أوسع بكثير وأعمق بكثير مما أراد شوقي أن يقوله ... إن المسألة ليست مجرد وعي ولكنها معايشة وحياة ... فيالها من إضافة غنية مترعة هذه الرحلة الموعودة في الزمن عبر تاريخٍ لازلنا ندين له بالفضل، لأنه هو الذي صنعنا ومنحنا مكاناً عزيزاً بين الأمم...
فلأشمر عن ساعد الجد ولأتوكل على الله.