خاطبَ الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب طلبة العلم خاصة، والشبيبة المسلمة عامة، وضمَّنه خبراتِه العلمية الواسعة وتجاربه العملية الطويلة في مجال التعليم، والتربية، والإصلاح، والتزكية، والدعوة، والقيادة، وذكَّرهم فيه بمسؤولياتِهم الدينيّة الملقاة على عواتقهم، ومهَامهم الحضارية المنوطة بكواهلهم. ولم يخلُ الكتاب من توجيهات وإرشادات ونصائح للمعلِّمين، والمربِّين، والقياديِّين، ومسؤولي المدارس الإسلامية، وأصحاب المراكز البحثيَّة، والقائمين على المؤسَّسات الدعويَّة.
وقد استحثَّ الشيخ الندوي هممهم جميعًا، ودعاهم فردًا فردًا؛ ليقوموا بالدور المطلوب منهم في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الإسلام والمسلمين؛ لتعودَ الأمة الإسلامية إلى دينها من جديد، وتستفيدَ من ثرواته الهائلة الغائبة في سوق البشر، فتتمكَّن - بفضل الله تعالى وتوفيقه - من قيادة العالَم الإنساني من جديد، وتستظلَّ الأرض المحرَقة من جرّاء الفلسفات المادية بظلال الإسلام الوارفة، ويستدفئ بدفءِ الشريعة المنعِشِ المعذَّبون والمنعَّمون من أمم الأرض على حدٍّ سواء.