إن المتمسك بتعاليم الإسلام وشرائعه وأحكامه، سيعلم بأنها تولي اهتماما خاصا لمعرفة النفس، وتدعو إلى تربيتها وتزكيتها وتهذيب طباعها، وتقويم مافيها من اعوجاج. وذلك لكبح جماحها عن الشر انتهاء واستسلاما، ودفعها إلى الخير امتثالا واستجابة. قال تعالى:( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون )[ البقرة: ٢٨١]. على أن الإنسان العاقل هو الذي يحسب حساب ذلك اليوم الذي ترجع نفسه فيه إلى الله، فيحاسبه بما عمل في الدنيا من خير أو شر ،فيلزمها بطاعة الله، ويمنعها من معصيته، ويفطمها عن الشهوات المحرمة، لتستقيم على أمر الله، وتعمل وفق مقاييس وموازين الشرع الحنيف، للوصول إلى السعادة الأبدية في جنات النعيم.