استنبطته من القرآن الكريم، وأنا أعايش هموم الأمة: تفرقَها الشديد، تخلّفها الخطير، ضعفَها القاتل، فقرها المهين مع الهدر الكبير، هجرَها لما فيه شفاؤها، تركها العلاجَ لما فيه دواؤها.
فوجدتُ بعد التدبر والتذكر أن الخلل في موازين الأمة منذ عدة قرون، وفي عدم الاعتماد على كفتي ميزان الاستخلاف الذي هو المقصدُ الأسمى والأعظم في خلق الإنسان، وهما: كفة التدّين الصحيح بجناحيه الظاهر والباطن، وكفة العمران الشامل للكون والإنسان، (أي عمران الدنيا والآخرة). القائمين على كفتي الوحي، والعقل، إذ بهما يتحقق التدين والعمران والتقدم والسعادة
فهذا الكتاب محاولة جادة لإعادة الأمة إلى هذه الموازين، لتحقيق شعار (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) و(لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) ولإعادة الاعتبار والتوازن للعقل مع الوحي . (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ).