الطالب في مؤسساتنا المدرسية والأكاديمية في حاجة ملحة لإدراك طبيعة العلاقة بين دينه الذي ينتمي إليه وبين العلم الحديث الذي يمثل مساحة واسعة من معطيات عصرنا الراهن..
الطالب بأمس الحاجة إلى معرفة المواقف المتبادلة بين القرآن الكريم وبين الرؤية العلمية من أجل أن يزداد إيماناً وأصالة وتوحداً..
وما يحدث في بعض البلدان العربية والإسلامية يتحرك - للأسف – باتجاه مضاد غير علمي، ولا مسؤول. مستهدفاً إحداث قطيعة تربوية و تثقيفية بين العلم والدين، تؤول إلى هدفين كلاهما سيئ ممقوت: انتشار خرافة الإلحاد، وتعميق الإزدواجية النفسية والسلوكية بين العقل والروح.
وماهذا الكتاب الموجز سوى محاولة متواضعة، ضمن محاولات عديدة نفذها كثير من الكتاب والباحثين، بصدد تأكيد العلاقة بين القرآن والنشاط العلمي. وقد تعمدت أن أنسقها بالشكل الذي يجعلها أقرب إلى أن تكون كتاباً (مدرسياً) يستهدف التعامل مع الطالب في المدرسة أو الجامعة، بأكبر قدر ممكن من التنظيم والتركيز
ولعل هذا، فضلاً عن القيام باستقراء وتنسيق الحدائق العلمية في القرآن الكريم، وفهرستها وفق الموضوعات التي تعالجها،هما أهم ما في هذا الكتاب من جديد.