يعالج الكتابُ قضيةَ الانحراف عن الفطرة السليمة من خلال عَرْض دعوة النبي لوط عليه السلام قومَهُ إلى العفاف والطهر، وهم الذين عاشوا في بيئةٍ غير طاهرة، وكانوا فاسدين في سلوكهم، مُعاكسين للطبيعة السَّوية، فأتاهم أمرُ الله من حيث لم يحتسبوا؛ لأنهم انتكسوا في مهاوي الشذوذ والمثلية.
والكتاب إضافةٌ نوعية للمكتبة الإسلامية وللتفسير الموضوعي، حيث جمع تفسيراً للآيات من خلال أربع عشرة سورة، وبيّن مقاصدها، وذكر الدروس والعِبر المستفادة منها.
وهذا المصنَّف مستمدٌّ من كتاب الله تعالى، ومن سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أوثق التفاسير، حيث يُعدّ مشروعَ بناءٍ للقيم الصحيحة؛ بُغية الإحياء الحضاري لمفاهيم الدِّين؛ بدءاً من تحديد الهوية الدينية والتصور العقائدي الضابط، وانتهاءً بتشييد صَرْح المجتمع على أساس من صناعة الأخلاق وتجسيدها؛ لتقويم السلوك في مداه الرَّحب.