هذا الكِتابُ: المُحَلَّى في عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ، شَرحُ تَوضيح المُشكِلات مِن كِتَابِ الوَرقَات، لَيسَ شَرْحًا عادياً في عِلْمِ التَّفكِيرِ وضَوابطِ المَعارفِ الشَّرعِيَّةِ، بَل إنشَاءٌ جَدِيدٌ جَاءَ بِفَوائِد تُزِيحُ الغُمُوضَ عن دُرَرِ مَدَاركِ مَسائلِ الفِقهِ وَتَفتَح للعُقولِ أبوابَ أسرارِهِ، ويَكشِفَ لِلطَّالِبينَ مَكنونَاتِ عِلمِ الأُصُولِ بِلُغَةٍ وَاقعيَّة وخِطَاب عَمليٍّ جَمَعَ بَينَ بَلاغَةِ اللُّغَةِ، وَدِقَّةِ الفِكرةِ، ووضُوح طَرِيقَةِ التَّفَكُّرِ، بِمَا يُمَكِّنُ اللَّبِيْب مِن تَقويةِ مَلكَةِ الفَهم الشَّرعيِّ في ذِهنِهِ، وتَنشِيطِ قُوَّةِ التَّفكِير المنتج لَدَيه. فالمُحَلَّى لَيسَ شَرْحاً تَقلِيديَّاً لِعِلْم أصُولِ الفِقْهِ النَّظَريِّ، بَلْ هُوَ تَدَبُّر عَقْلِيٌّ بَضَوابطِ الشَّريعةِ، سْبرَ أَعماقَ كِتابِ (تَوْضِيح المُشْكِلات شَرح الوَرَقَاتِ) للإمامِ المَحلِّي عَلى ورَقَاتِ الإِمامِ الجَويني، اسْتَنطَقّ في بَيَانِه مَا تَقَدَّمت به الشُّروحُ الكَثِيْرةُ مِن فُهُومٍ وفَوائد، وأضافَ الشَّارحُ أفهاماً حَتَّمتهَا أفكَارُ العَصر الرَّاهن وتدَاعيات ثَقَافةِ جَدلها عَلى مُستوى التَّفكير والتَّطبيقِ. فَأَخَذَ المُؤلِّفُ بِيدِ القارئِ لِيُرشِدَهُ إِلى مَسالِكِ الحَقِّ بَينَ مُتشابِهِ الأفكَارِ، واختلاطِ الأفهَامِ، وَمُعْضِلاتِ المَباحِثِ، طَالبَاً تَجديد القَومَة للتَّفكُّرِ، واستِنهَاض الهَمَم للعَمَلِ.