إن من تمام إتقان الشيء معرفة أصله ونشأته، أي معرفة تاريخه وسيرة حياته، وكما أن لكل أمّةٍ تاريخًا تسجّل صفحاتُه أصلَها وحياتها ومراحل تطوّرها، وأحداث عصورها، وإنجازات رجالها؛ فلا نعرف صفاتها وخصائصها وحضارتها إلّا إذا عرفنا تاريخها، فكذلك العلم، لا بدّ لمن أراد إتقانه والاختصاص به، من معرفة نشأته ومراحل تطوّره، وما أنتج علماؤه في كل مرحلة من مراحله.